فصل: قال الثعالبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو حيان:

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ}.
الهشيم اليابس قاله الفرّاء واحده هشيمة.
وقال الزجّاج وابن قتيبة: كل شيء كان رطبًا ويبس، ومنه كهشيم المحتظر وهشيم الثريد، وأصل الهشيم المتفتت من يابس العشب.
ذرى وأذرى لغتان فرّق قاله أبو عبيدة.
وقال ابن كيسان: تذروه تجيء به وتذهب.
وقال الأخفش: ترفعه.
غادر ترك من الغدر، ومنه ترك الوفاء، ومنه الغدير، وهو ما تركه السيل.
الصف الشخص بإزاء الآخر إلى نهايتهم وقوفًا أو جلوسًا أو على غير هاتين الحالتين طولًا أو تحليقًا يقال منه: صف يصف والجمع صفوف.
{واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيمًا تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرًا المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملا ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدًا وعرضوا على ربك صفًا لقد جئتمونا كما خلقناكم أوّل مرة بل زعمتم أن لن نجعل لكم موعدًا ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرًا ولا يظلم ربك أحدًا}.
لما بين تعالى في المثل الأول حال الكافر والمؤمن وما آل إليه ما افتخر به الكافر من الهلاك، بيّن في هذا المثل حال {الحياة الدنيا} واضمحلالها ومصير ما فيها من النعيم والترفه إلى الهلاك و{كماء} قدره ابن عطية خبر مبتدأ محذوف، أي هي أي {الحياة الدنيا كماء}.
وقال الحوفي: الكاف متعلقة بمعنى المصدر أي ضربًا {كماء أنزلناه} وأقول إن {كماء} في موضع المفعول الثاني لقوله: {واضرب} أي وصيِّر {لهم مثل الحياة الدنيا} أي صفتها شبه ماء وتقدم الكلام على تفسير نظير هذه الجمل في قوله: {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام} في يونس {فأصبح} أي صار ولا يراد تقييد الخبر بالصباح فهو كقوله:
أصبحت لا أحمل السلاح ولا ** أملك رأس البعير إن نفرا

وقيل: هي دالة على التقييد بالصباح لأن الآفات السماوية أكثر ما تطرق ليلًا فهي كقوله: {فأصبح يقلب كفيه} وقرأ ابن مسعود: تذريه من أذرى رباعيًا.
وقرأ زيد بن عليّ والحسن والنخعي والأعمش وطلحة وابن أبي ليلى وابن محيصن وخلف وابن عيسى وابن جرير: الريح على الإفراد.
والجمهور: {تذروه الرياح}.
ولما ذكر تعالى قدرته الباهرة في صيرورة ما كان في غاية النضرة والبهجة إلى حالة التفتت والتلاشي إلى أن فرقته الرياح ولعبت به ذاهبة وجائية، أخبر تعالى عن اقتداره على كل شيء من الإنشاء والإفناء وغيرهما مما تتعلق به قدرته تعالى.
ولما حقر تعالى حال الدنيا بما ضربه من ذلك المثل ذكر أن ما افتخر به عيينه وأضرابه من المال والبنين إنما ذلك {زينة} هذه {الحياة الدنيا} المحقرة، وإن مصير ذلك إنما هو إلى النفاد، فينبغي أن لا يكترث به، وأخبر تعالى بزينة المال والبنين على تقدير حذف مضاف أي مقر {زينة} أو وضع المال والبنين منزلة المعنى والكثرة، فأخبر عن ذلك بقوله: {زينة} ولما ذكر مآل ما في الحياة الدنيا إلى الفناء اندرج فيه هذا الجزئي من كون المال والبنين زينة، وأنتج.
أن زينة الحياة الدنيا فإن إذ ذاك فرد من أفراد ما في الحياة الدنيا، وترتيب هذا الإنتاج أن يقال: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} وكل ما كان {زينة الحياة الدنيا} فهو سريع الانقضاء فالمال والبنون سريع الانقضاء، ومن بديهة العقل أن ما كان كذلك بقبح بالعاقل أن يفتخر به أو يفرح بسببه، وهذا برهان على فساد قول أولئك المشركين الذين افتخروا على فقراء المؤمنين بكثرة الأموال والأولاد.
{والباقيات الصالحات} قال الجمهور هي الكلمات المأثور فضلها سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.
وقال ابن عباس وابن جبير وأبو ميسرة عمرو بن شرحبيل هي الصلوات الخمس.
وعن ابن عباس أنه كل عمل صالح من قول أو فعل يبقى للآخرة، ورجحه الطبري وقول الجمهور مروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم من طريق أبي هريرة وغيره.
وعن قتادة: كل ما أريد به وجه الله.
وعن الحسن وابن عطاء: أنها النيات الصالحة فإنّ بها تتقبل الأعمال وترفع، ومعنى {خير عند ربك ثوابًا} أنها دائمة باقية وخيرات الدنيا منقرضة فانية، والدائم الباقي خير من المنقرض المنقضي.
{وخير أملًا} أي وخير رجاء لأن صاحبها يأمل في الدنيا ثواب الله ونصيبه في الآخرة دون ذي المال والبنين العاري من الباقيات الصالحات فإنه لا يرجو ثوابًا. اهـ.

.قال الثعالبي:

{واضرب لَهُم مَّثَلَ الحياة الدنيا}.
يريد حياة الإنسان، كما أنزلناه من السماء {فاختلط بِهِ}، أي: فاختلط النبات بعضه ببعض بسبب النماءِ، {فَأَصْبَحَ هَشِيمًا} أصبح عبارة عن صيرورته إِلى ذلك، والهَشِيم المتفتِّت من يابس العُشْب، و{تَذْرُوهُ} بمعنى تفرِّقه، فمعنى هذا المَثَل تشبيهُ حالِ المَرْء في حياته ومالِهِ وعزَّته وبَطَره، بالنَّبات الذي له خُضْرة ونَضْرة عن الماءِ النازل، ثم يعودُ بعد ذلك هشيمًا، ويصير إِلى عُدْم، فمن كان له عَمَلٌ صالح يبقى في الآخرةِ، فهو الفَائِزُ.
وقوله سبحانه: {المال والبنون زِينَةُ الحياة الدنيا} لفظه الخبر، لكنْ معه قرينة الصِّفة للمال والبنين؛ لأنه في المَثَلِ قَبْلُ حَقَّر أمْرَ الدنيا وبيَّنه؛ فكأنه يقول: المال والبنون زينةُ هذه الحياة الدنيا المحقَّرة، فلا تُتْبِعُوهَا نُفُوسَكُمْ، والجمهور أنَّ {الصالحات}. هي الكلماتُ المذكورُ فضْلُها في الأحاديث: «سُبْحَانِ اللَّهِ، وَالحَمْدُ للَّهِ، ولاَ إله إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ»، وقد جاء ذلك مصرَّحًا به من لفظ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قوله: «وَهُنَّ البَاقِيَاتُ الصَّالحَاتُ». وقوله سبحانه: {خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} أي: صاحبها ينتظرُ الثَّواب، وينبسطُ أمله، فهو خَيْرٌ من حال ذي المَالِ والبنينَ، دون عَمَلٍ صالحٍ، وعن أبي سعيد الخدريِّ؛ أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «اسْتَكْثِرُوا مِنَ البَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ» قيلَ: وَمَا هُنَّ، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «التَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ والتَّسْبِيحُ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّة إِلاَّ باللَّه» رواه النسائيُّ وابنُ حِبَّان في صحيحه انتهى من السلاح.
وفي صحيح مسلم عن سَمُرة بن جُنْدُبٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «أحَبُّ الكَلاَمِ إِلى اللَّهِ تَعَالى أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إله إِلاَّ اللَّهُ، واللَّهُ أكْبُرُ لاَ يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ»، وفي صحيح مسلم، عن أبي مالِكٍ الأشعريِّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «الطُّهوُرُ شَطْرُ الإِيمَانِ والحَمْدُ للَّهِ تَمْلأُ المِيزَانَ، وسُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ أَو تَمُلأُ مَا بَيْنَ السموات والأَرْضِ...» الحديث انتهى.
قال ابن العربيِّ في أحكامه: وروى مالكٌ عن سعيد بن المسيَّب: «أنَّ الباقيات الصالحات قولُ العبْدِ: اللَّهُ أكْبَرُ، وسبحانَ اللَّهِ، والحمدُ للَّهِ، ولا إِله إِلا اللَّه، ولا حَوْلَ ولاَ قوَّة إِلا باللَّه» وروي عن ابْنِ عباس وغيره؛ أن الباقياتِ الصَّالحات الصَّلواتُ الخَمْس. انتهى.
* ت *: وما تقدَّم أولى، ومن كلام الشيْخِ الوليِّ العارف أبي الحَسن الشَّاذِليِّ رضي اللَّه عنه قال: عليك بالمطهرِّات الخمس في الأقوال؛ والمطهِّرات الخمس في الأفعال، والتبرِّي من الحول والقَّوة في جميع الأحوال، وغُصْ بعقلك إِلى المعاني القائمة بالقَلْب، واخرج عنها وعنه إِلى الرَّبّ واحفظِ اللَّه يحفظْك، واحفظ اللَّه تجدْهُ أمامك واعبد اللَّه بها، وكُنْ من الشاكرين، فالمطهِّراتُ الخمس في الأقوالِ: سُبْحَانَ اللَّه، والحمدُ للَّهِ، ولا إله إِلا اللَّه، واللَّهُ أَكبر، ولا حول ولا قوة إِلا باللَّه، والمطهِّراتُ الخَمْسُ في الأفعال: الصلواتُ الخمْسُ، والتبرِّي من الحول والقوة: هو قولُكَ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلا باللَّه. اهـ.

.قال أبو السعود:

{واضرب لَهُم مَّثَلَ الحياة الدنيا} أي واذكر لهم ما يُشبهها في زَهْرتها ونَضارتها وسرعةِ زوالها لئلا يطمئنوا بها ولا يعكُفوا عليها ولا يَضرِبوا عن الآخرة صفحًا بالمرة، أو بيِّنْ لهم صفتَها العجيبة التي هي في الغرابة كالمثَل {كَمَاء} استئنافٌ لبيان المثَل أي هي كماء {أَنزَلْنَاهُ مِنَ السماء} ويجوز كونُه مفعولًا ثانيًا لاضْربْ على أنه بمعنى صيّر {فاختلط بِهِ} اشتبك بسببه {نَبَاتُ الأرض} فالتفّ وخالط بعضه بعضًا من كثرته وتكاثفه، أو نجَع الماءُ في النبات حتى روِيَ ورفّ، فمقتضى الظاهرِ حينئذ فاختلط بنبات الأرض، وإيثارُ ما عليه النظمُ الكريمُ عليه للمبالغة في الكثرة فإن كلًا من المختلِطَين موصوفٌ بصفة صاحبِه {فَأَصْبَحَ} ذلك النباتُ الملتفُّ إثرَ بهجتها ورفيفِها {هَشِيمًا} مهشومًا مكسورًا {تَذْرُوهُ الرياح} تفرّقه، وقرئ تُذْريه من أذراه وتذروه الريحُ، وليس المشبَّهُ به نفسَ الماء بل هو الهيئةُ المنتزَعةُ من الجملة، وهي حالُ النبات المُنبَتِ بالماء، يكون أخضرَ وارفًا ثم هشيمًا تطيِّره الرياحُ كأن لم يغْنَ بالأمس {وَكَانَ الله على كُلّ شَىْء} من الأشياء التي من جملتها الإنشاءُ والإفناءُ {مُّقْتَدِرًا} قادرًا على الكمال.
{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)}.
{المال والبنون زِينَةُ الحياة الدنيا} بيانٌ لشأن ما كانوا يفتخِرون به من محسّنات الحياة الدنيا، كما قال الأخُ الكافرُ: أنا أكثرُ منك مالًا وأعزُّ نفرًا إثرَ بيانِ شأن نفسها بما مر من المثَل. وتقديمُ المال على البنين مع كونهم أعزَّ منه كما في الآية المحكية آنفًا وقولِه تعالى: {وأمددناكم بأموال وَبَنِينَ} وغيرِ ذلك من الآيات الكريمة لعراقته فيما نيط به من الزينة والإمدادِ وغيرِ ذلك وعمومِه بالنسبة إلى الأفراد والأوقات، فإنه زينةٌ ومُمِدٌّ لكل أحد من الآباء والبنين في كل وقت وحين، وأما البنون فزينتُهم وإمدادُهم إنما يكون بالنسبة إلى من بلغ مبلغَ الأبوّة، ولأن المالَ مناطٌ لبقاء النفس والبنين لبقاء النوع، ولأن الحاجةَ إليه أمسُّ من الحاجة إليهم، ولأنه أقدرُ منهم في الوجود، ولأنه زينةٌ بدونهم من غير عكس فإن من له بنونَ بلا مال فهو في ضيقِ حالٍ ونكال. وإفرادُ الزينة مع أنها مسنَدةٌ إلى الإثنين لما أنها مصدرٌ في الأصل أطلق على المفعول مبالغةً كأنهما نفسُ الزينة، والمعنى أن ما يفتخرون به من المال والبنين شيءٌ يُتزيّن به في الحياة الدنيا وقد عُلم شأنُها في سرعة الزوالِ وقُربِ الاضمحلال فكيف بما هو من أوصافها التي شأنُها أن تزول قبل زوالِها. {والباقيات الصالحات} هي أعمالُ الخير، وقيل: هي الصلواتُ الخمسُ، وقيل: سبحان الله والحمدُ لله ولا إله إلا الله والله أكبرُ، وقيل: كلُّ ما أريد به وجهُ الله تعالى، وعلى كل تقدير يدخُل فيها أعمالُ فقراءِ المؤمنين الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهَه دخولًا أوليًا، أما صلاحُها فظاهرٌ وأما بقاءُ عوائدِها عند فناءِ كلِّ ما تطمح إليه النفسُ من حظوظ الدنيا {خَيْرٌ} أي مما نُعت شأنُه من المال والبنين، وإخراجُ بقاءِ تلك الأعمالِ وصلاحِها مُخرَجَ الصفات المفروغِ عنها مع أن حقَّهما أن يكونا مقصودَي الإفادةِ لاسيما في مقابلة إثباتِ الفناء لما يقابلها من المال والبنين على طريقة قوله تعالى: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ الله بَاقٍ} للإيذان بأن بقاءَها أمرٌ محقّقٌ لا حاجة إلى بيانه بل لفظُ الباقياتِ اسمٌ لها وصفٌ، ولذلك لم يُذكر الموصوفُ وإنما الذي يُحتاج إلى التعرض له خيريتُها {عِندَ رَبّكَ} أي في الآخرة وهو بيانٌ لما يظهر فيه آثارُ خيريّتها بمنزلة إضافة الزينةِ إلى الحياة الدنيا لا لأفضليتها فيها من المال والبنين مع مشاركة الكلِّ في الأصل إذ لا مشاركةَ لهما في الخيرية في الآخرة {ثَوَابًا} عائدةً تعود إلى صاحبها {وَخَيْرٌ أَمَلًا} حيث ينال بها صاحبُها في الآخرة كلَّ ما كان يؤمله في الدنيا، وأما ما مر من المال والبنين فليس لصاحبه أملٌ يناله، وتكريرُ خيرٌ للإشعار باختلاف حيثيَّتي الخيرية والمبالغةِ فيها. اهـ.

.قال الألوسي:

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أي اذكر لهم ما يشبهها في زهرتها ونضارتها وسرعة زوالها لئلا يغتروا بها ولا يضربوا عن الآخرة صفحًا بالمرة أو اذكر لهم صفتها العجيبة التي هي في الغرابة كالمثل وبينها لهم.